التواصل.. المعيار الخفي لاختيار المورد الناجح

بقلم: محمد عامر – مدير شركة مؤهل

في عالم الاستيراد والتجارة الدولية

اعتدنا أن يكون معيار اختيار المصنع أو المورد هو جودة التصنيع فقط. لكن مع خبرتي اليومية في التعامل مع مئات المصانع حول العالم، اكتشفت أن الصورة لم تعد تكتمل بهذا البُعد وحده.

 

اليوم، أصبح عامل التواصل أحد أهم مقاييس التقييم عند اختيار المورد. لماذا؟ لأن عملية الاستيراد ليست مجرد منتج يخرج من خط إنتاج، بل هي رحلة طويلة تبدأ من الاستفسار الأول، مرورًا بالمفاوضات والتفاصيل الفنية، وحتى الشحن والاستلام. في هذه الرحلة، يظل المورد شريكًا أساسيًا، وإذا لم يكن متاحًا ومتعاونًا، فإن القرارات قد تتأخر والخطوات قد تتعطل.

 

أحيانًا يكفي رد سريع أو معلومة دقيقة من الموظف المسؤول داخل المصنع كي تحسم قرار شراء بمئات الآلاف من الدولارات. وهنا يظهر ما أسميه “الحس الفني” في التعامل مع الموردين: أن تدرك إذا كان الموظف الذي أمامك لديه الحرص على متابعة استفساراتك باستمرار، ويملك الصبر والاهتمام ليعطيك كل التفاصيل في وقتها.

 

 

بمعنى آخر، اختيار المصنع اليوم لم يعد مرتبطًا فقط بجودة المنتج أو السعر، وإنما أيضًا بفريق العمل القائم عليه. مصنع ينتج منتجًا جيدًا لكن لا يتواصل مع عملائه بالشكل الكافي، سيضع عملاءه في مأزق دائم. أما المصنع الذي يرد عليك في أي وقت، ويمنحك تحديثات فورية، فهو الذي يبني ثقة حقيقية ويصبح شريكًا طويل الأمد.

 

 

من تجربتي، أنصح كل من يعمل في مجال الاستيراد أن يُدخِل معيار التواصل والمتابعة كجزء أساسي من معايير اختيار المورد. فالجودة قد تحدد الصفقة الأولى، لكن التواصل هو الذي يضمن استمرار العلاقة وبناء شراكات ناجحة.

 

✍️ بقلم: محمد عامر – مدير شركة مؤهل
📅 أكتوبر 2025